التفجير الارهابي بمدينة القطيف السعودية هو الصورة المجسدة لورقة العنف الطائفي القذرة في المنطقة، ويعد نسخة مطابقة من الحوادث الارهابية التي شهدتها مساجد العراق و اليمن وسوريا وتلك هي الدول التي تعبث بها ايران منذ سنوات.
فلم تعرف البلدان العربية الطائفية المقيتة الا حين تدخلت ايران وفرضت نفسها وصية على بعض الدول، وكان العنف الطائفي هو احد نتائج ذلك التدخل من قبل ايران في المنطقة، التي احيت هذه النزعة وتغذيها بإستمرار، وبات من الملاحظ ان العنف الطائفي لا ينشط الا في الدول التي تتدخل فيها ايران وتستمد منه مشروعية البقاء لتعويض الرفض الشعبي لها.
فالسعودية استطاعت منذ وقت مبكر ان تقضي على النشاط الارهابي لتنظيم القاعدة داخل اراضيها، ولم تعرف هذا النوع من الاعمال اﻹرهابية سابقا، ويأتي تفجير القطيف في هذا التوقيت ليؤكد انه جاء من ايدي خارجية تسعى لإشعال النار في بلدان الجزيرة العربية قاطبة واغراقها في صراع طائفي بغيض.
بالنسبة للاهداف الكامنة وراء الحادث ومن يقفون خلفه فهي تهدف ﻹرباك البيت الداخلي في السعودية واشغالها عن الدور الذي تقوم به في المنطقة،وإضعاف قيادتها الحالية وتشويه صورتها وزعزعة ثقة الشعب السعودي بها، ولايمكن فصله بالمطلق عن تلك المحاولات اليائسة ﻹلحاق الضرر والخراب بالمملكة وشعبها من قبل من فقدوا مصالحهم وشعروا بدنو أجلهم واقتراب موعد وفاة مخططاتهم الشنيعة، فلجائوا لتصدير العنف الى عمق السعودية ﻹدمانهم الوسائل الرخيصة في بلدانهم، و هذي الخطوة العبثية ليست سوا اعتراف صريح بأنهم لايجيدون سوا اﻹرهاب والدمار والخراب وتلك هي بضاعتهم.
واذا اردتم تحديد هوية من يقف خلف التفجير عليكم فقط مراجعة المتضررين والمتذمرين من سياسة السعودية الخارجية، وتذكروا تصريحات قادة ايرانيين وحوثيين بأنهم سينقلوا المعركة الى داخل السعودية ردا على عاصفة الحزم، وبالتالي فالمستفيد من التفجير هم ذاتهم المستفيدين من ورقة الطائفية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، واغاظهم كثيرا التأثير السعودي الصاعد في المنطقة، وتحول الرياض لتصبح مركز استقطاب للشعوب العربية والاسلامية الرافضة لمخططات العنف وأساليب الفوضى.
وهنا ينبغي على قادة السعودية والشعب السعودي ان يدركوا انهم يواجهون خصم فاجر لايحمل اي قيم انسانية او وازع ديني، وعليهم ان يتعاملوا بحزم وصلابة تجاه التفجير حتى لايتكرر ويغري من يقفون خلفه، ويدفع الى انتهاج حوادث مماثلة.